إسرائيل وغزة والضفة جبهات ساخنة وأسئلة مفتوحة على المجهول
Publié : 24 février 2025 à 18h08 par إذاعة الشرق
/medias/8huordnnf9/image/gaza1740416985767.jpg)
مع اقتراب انتهاء المرحلة الأولى من الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني، تتصاعد التوترات في قطاع غزة والضفة الغربية، حيث أعلنت إسرائيل الأحد استعدادها لاستئناف القتال "في أي لحظة"، بينما اتهمتها حركة حماس بتعريض وقف إطلاق النار للخطر بعد تأجيل إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين وفقاً لما نص عليه الاتفاق.
وجاء هذا التصعيد بعد كلمة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد خلال مراسم تخريج ضباط في منطقة حولون بوسط إسرائيل أن "الخطط العملياتية جاهزة"، مشيراً إلى أن إسرائيل "قضت على معظم قوات حماس المنظمة"، لكنه شدد على أن "أهداف الحرب سيتم تحقيقها بالكامل سواء عبر المفاوضات أو بوسائل أخرى". وتزامنت تصريحاته، مع إعلان الجيش الإسرائيلي رفع مستوى الاستعداد العملياتي في المناطق المحيطة بقطاع غزة.
إلا أن مستقبل الهدنة بات أكثر غموضاً بعدما أعلنت تل أبيب السبت تأجيل إطلاق سراح أكثر من 600 معتقل فلسطيني، مبررة ذلك بما وصفته بـ"المراسم المهينة" المحيطة بإطلاق سراحهم، رغم استلامها ستة رهائن إسرائيليين. في هذا السياق، كشف المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أنه سيتوجه إلى المنطقة هذا الأسبوع للتفاوض على تمديد المرحلة الأولى من الهدنة.
فيما لا يزال 62 من أصل 251 رهينة محتجزين في غزة، بينهم 35 قتلوا وفقاً للجيش الإسرائيلي، أكدت حماس أنه لم يتبقَّ سوى تسليم جثث أربعة رهائن إلى إسرائيل بحلول الأول من مارس/آذار.
على صعيد متصل، أعلنت إسرائيل الأحد طرد عشرات الآلاف من الفلسطينيين من ثلاث مخيمات للاجئين في شمال الضفة الغربية المحتلة، مانعةً عودتهم إلى ديارهم، وذلك ضمن عملية عسكرية واسعة النطاق أطلقت عليها اسم "السور الحديدي". وأوضح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن القوات ستظل متمركزة في هذه المناطق لمدة عام على الأقل لضمان عدم عودة السكان أو "عودة الإرهاب".
ومنذ 21 يناير/كانون الثاني، تنفذ القوات الإسرائيلية عمليات عسكرية مكثفة في مخيمات جنين وطوباس وطولكرم، حيث تم إجلاء نحو 40 ألف فلسطيني، وفق تصريحات كاتس. وأدت هذه العملية إلى مقتل 51 فلسطينياً، بينهم سبعة أطفال، فضلاً عن سقوط ثلاثة جنود إسرائيليين، بحسب تقارير الأمم المتحدة التي أكدت أن عشرات الآلاف من سكان المخيمات لا يزالون نازحين.
في تطور غير مسبوق، نشر الجيش الإسرائيلي دبابات في الضفة الغربية المحتلة لأول مرة منذ انتهاء الانتفاضة الثانية بين عامي 2000 و2005. كما أجرى نتنياهو الجمعة زيارة إلى مخيم طولكرم، حيث أمر بتكثيف العمليات العسكرية هناك، وهي خطوة وصفتها وزارة الخارجية الفلسطينية بأنها "اقتحام وعدوان على الشعب الفلسطيني".
منذ بدء عملية "السور الحديدي"، أقدمت إسرائيل على تدمير عشرات المنازل داخل المخيمات لإفساح المجال أمام عملياتها العسكرية. كما أظهر التطورات الأخيرة أن إسرائيل باتت تركز على الضفة الغربية منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني.
ويأتي هذا فيما لا يخفي وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش نيته ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية، مستفيداً من الدعم الذي يبدو أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كانت توليه لإسرائيل، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني في المنطقة.